يعانى الملايين حول العالم من مجاعات قاتلة، بينما ترتفع أسعار الأغذية وتتضخم بشكل شبه يومى تقريباً، الأمر الذى يقلق الحكومات، خاصة فى الدول النامية، التى بات أمنها الداخلى مهدداً جراء الفقر المتزايد.
لكن الحقيقة الصادمة، التى أعلنها تقرير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، هى أن العالم يرمى سنوياً ثلث إنتاجه من الطعام كما ذكر على موقع (cnn).
وأشار التقرير إلى أن البشر، خاصة فى الدول المتقدمة، يتخلصون من 1.3 مليار طن من الأغذية سنوياً، ولتقريب الصورة إلى الأذهان، يمكن للناس تخيل أن كل مواطن من الشعب الصينى الذى يبلغ تعداده 1.3 مليار شخص يقوم سنوياً برمى طن من الأطعمة بسلة المهملات.
وبحساب الأرقام، فإن الدول الغربية الصناعية ترمى أكبر كمية من الأغذية نسبة لأعداد السكان، بحيث يتخلص كل فرد من كميات تتراوح بين 95 و115 كيلوجراما من الأطعمة سنويا، فى حين أن الدول النامية، خاصة فى آسيا وجنوبى الصحراء الأفريقية، وهى من بين الأفقر فى العالم، لا تتجاوز حصة الفرد فيها من الأغذية المرمية سنوياً إلا 11 كيلوجراما.
وترمى مجموعة الدول الأكثر ثراء فى العالم سنوياً 222 مليون طن من الأغذية، ما يعادل تقريباً كامل إنتاج دول جنوبى الصحراء الأفريقية البالغ 230 مليون طن من الأغذية سنوياً.
وتأتى هذه الأرقام فى وقت يشتكى فيه العالم من ارتفاع مفرط وتضخم فى أسعار الأغذية، فقد أعلنت الصين أن تلك الأسعار ارتفعت 11.5 فى المائة بأسواقها مقارنة بالعام الماضى، بينما ارتفعت الأسعار بنسبة 8.5 فى المائة فى الهند بالفترة نفسها، وستة فى المائة بالولايات المتحدة مقابل 15 فى المائة بجنوب أفريقيا، ما يظهر الحاجة لتوفير الغذاء.
وتقدم منظمة الأغذية العالمية التابعة للأمم المتحدة مجموعة من النصائح لمواجهة هذا الواقع، بينها الدعوة إلى عدم تشديد القيود المتعلقة بشكل ومنظر الفاكهة والخضار المعدة للتصدير، إذ غالباً ما يصار إلى التخلص من المنتجات الزراعية التى تظهر بعض الخدوش على قشرتها الخارجية لمجرد أن الدولة المستوردة سترفضها.